Tuesday, December 29, 2009

الجدار الفولاذي حرام - الشيخ يوسف القرضاوي

الشيخ القرضاوي: الجدار الفولاذي حرام.. ويقول للفلسطينيين موتوا ولتحيا إسرائيل!!

أفتى الداعية يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بأن الجدار الحدودي الفولاذي الذي تقيمه مصر على الحدود بينها وبين غزة "محرَّم شرعا"، ودعا "كل أصدقاء مصر" للضغط عليها وجعلها تتراجع عمّا وصفه بـ"هذه الجريمة."

وقال القرضاوي إن مصر التي "خاضت حروبا أربعة من أجل فلسطين يجب ألا تقوم بعمل هو ضد الفلسطينيين مائة في المائة" ورفض دفاع القاهرة عن قرارتها بالنظر للاعتبارات السيادية، مضيفاً إن مصر تتصرف وكأنها تقول للفلسطينيين "موتوا ولتحيا إسرائيل."

ونقل الموقع الرسمي للقرضاوي الاثنين، أن الداعية المعروف أصدر الفتوى الأحد، وقال فيها إن بناء الجدار الفولاذي "محرم شرعا لأن المقصود به سد كل المنافذ على غزة، للزيادة في حصارهم وتجويعهم وإذلالهم والضغط عليهم، حتى يركعوا ويستسلموا لما تريده إسرائيل."

ودافع القرضاوي عن أنفاق غزة، مشيرا إلى أنها البديل عن معبر رفح الذي تغلقه مصر، قائلا: "لجأ أهل غزة إلى هذه الأنفاق ليستطيعوا أن يجدوا منها بعض البديل عن المعبر المغلق في معظم الأيام، حتى أمام قوافل الإغاثة الإنسانية.. وكأن مصر تقول لهم: موتوا، ولتحيا إسرائيل."

وفي السياق ذاته شدد القرضاوي على ما وصفه بـ"السخط العام من الجدار المصري الذي شبهه بالجدار العازل الذي أقامته إسرائيل في الضفة الغربية،" قائلا: "لم أقابل مصريا حرا إلا وهو ساخط على الجدار الحديدي، وما قابلت عربيا ولا مسلما ولا إنسانا شريفا في شرق أو غرب إلا وهو ينكر إقامته."

وأعرب القرضاوي عن صدمته حيال بناء الجدار قائلاً: "حين أذيع هذا الخبر أول الأمر أنكرت أن يكون صحيحا، وقلت: هذا خبر يراد به الوقيعة بين مصر وأهل فلسطين، وأنكرت مصر في أول الأمر ذلك، ثم فجعنا -ولا حول ولا قوة إلا بالله- بأن الخبر صحيح."

ورفض القرضاوي تصريحات مسؤولين مصريين قالوا إن بناء الجدار مسألة سيادية، فقال إن القاهرة: "ليست حرة في المساعدة على قتل قومها وإخوانها وجيرانها من الفلسطينيين".

يذكر أن مصر كانت قد نفت بناء جدار فولاذي، وقالت إن الإجراءات التي تقوم بها داخل أراضيها، سواء إنشاءات أو أعمال هندسية داخل حدودها مع قطاع غزة "هي شأن يتعلق بمصر والأمن القومي المصري، ولا يهدف إلى أي عقاب."

Wednesday, December 23, 2009

عاكف ينفي وجود مؤامرة لإقصاء حبيب وأبو الفتوح

مفكرة الإسلام: نفى محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر ما تردد من أنباء عن مؤامرة لإقصاء محمد حبيب النائب الأول للمرشد والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح. وشدد على اعتزاز الجماعة عن بكرة أبيها بحبيب، واصفًا الأنباء التي تحدثت عن تعرض حبيب لمؤامرة قادها ضده عدد من القيادات التاريخية لإقصائه بأنها غير صحيحة بالمرة ولا تستحق الرد عليها. وأعلن عاكف الاثنين تشكيل مكتب الإرشاد الجديد، والذي ضم للمرة الأولى الدكتور عصام العريان، بعد معارضة شديدة من جانب تيار المحافظين الذين رفضوا تصعيده قبل أسابيع، فيما خيمت أجواء من الصدمة على أعضاء في جماعة الإخوان والمتضامنين معها بسبب خروج حبيب وأبو الفتوح من عضوية مكتب الإرشاد. وقوبلت نتائج الانتخابات باعتراضات من جانب ممثلي ما يسمى التيار الإصلاحي بالجماعة، غير أن بعض قيادييها تعهدوا لحبيب أحد رموز الإصلاحيين، بإمكانية إعادة تلك الانتخابات. أيادي الإخوان لا تعرف الطريق للتزوير: ونفى عاكف وجود أي تزوير في الإنتخابات التي جرت لاختيار أعضاء جدد لمكتب ارشاد الجماعة. وشدد عاكف على أن "أيادي الإخوان النظيفة والمتوضئة لا تعرف الطريق للتزوير وأن تزييف إرادة الناحبين يليق فقط بالحزب الحاكم الذي لم يبدع يوماً نصاً أكبر من ثقافة التزوير وإقصاء إرادة الأمة والدفع نحو احتكار السلطة للبلد". وكان حبيب قد انتقد مؤخرًا الانتخابات التي جرت لاختيار مكتب للإرشاد ومرشد عام جديد للجماعة يخلف عاكف الذي تنتهي ولايته يوم 13 يناير المقبل. وقال حبيب إن الدعوة للانتخابات لم تعرض على أي من أعضاء مكتب الإرشاد كما لم يعلم بها حتى أيام بالرغم من أنه نائب أول للمرشد. وأضاف أن الدعوة للانتخابات ليست من اختصاص المرشد أو النائب الأول أو الأمين العام للجماعة، لكنها من اختصاص مكتب الإرشاد، ورأى أن ذلك يمثل إهدارًا للمؤسسية وفتحًا لباب من التجاوزات والخروقات. وأشار حبيب إلى أن أجراء الانتخابات بهذا السرعة هدفه تمكين فريق ما ضد فريق آخر وليس فقط استبعاده شخصيًا بل التعدي على صلاحيات مكتب الإرشاد.

انتخاب مكتب إرشاد جديد للإخوان المسلمين واستبعاد حبيب وأبو الفتوح والخطيب

انتخاب مكتب إرشاد جديد للإخوان المسلمين واستبعاد حبيب وأبو الفتوح والخطيب

د. محمد بديع ود. محمود عزت الأقرب لمنصب مرشد الجماعة الجديد من بين خمسة مرشحين

استمرار خيرت الشاطر ومحمد علي بشر في مكتب الإرشاد لأنهما محبوسان

أعلنت جماعة الإخوان المسلمين أمس نتائج انتخابات مكتب الإرشاد، وفاز 16 فردا بعضوية المكتب، أبرزهم الدكتور عصام العريان، الذي رفض أعضاء المكتب السابقين دخوله مباشرة بعد خلو مقعد محمد هلال برحيله، فيما خسر عبد المنعم أبو الفتوح مقعده، ومعه الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد، كما لم يجدد انتخاب أعضاء بارزين منهم مفتي الجماعة محمد عبدالله الخطيب ولاشين أبو شنب، وصبري عرفة وهم من القيادات التاريخية.

وأسفرت الانتخابات عن دخول 16 عضوا لمكتب الإرشاد، هم: د. أسامة نصر الدين، جمعة أمين عبد العزيز، د. رشاد البيومي، مهندس سعد عصمت الحسيني، د. عبد الرحمن البر، د. عصام العريان، د. محمد بديع، د. محمد سعد الكتاتني، د. محمد عبد الرحمن المرسي، د. محمد مرسي.، محمود أبو زيد.، د. محمود حسين، ود. محمود عزت، ود. محمود غزلان، ود. محيي حامد، ود. مصطفى الغنيمي، ويعمل مكتب الارشاد الذي يتكون من 16 عضوا كلجنة تنفيذية للجماعة وينتخبه مجلس شورى الجماعة.

وبذلك يخرج من تشكيل المكتب د. عبدالمنعم أبو الفتوح المعروف بزعامته للتيار الإصلاحي ود. محمد حبيب الذي كان من المنتظر أن يكون المرشد القادم.

وأعلن المرشد العام للجماعة محمد مهدي عاكف الذي تنتهي ولايته يوم يناير 2010 انتخاب مكتب الارشاد الجديد، وقال في بيان رسمي نشره (إخوان أون لاين) الموقع الرسمي للجماعة إن الانتخابات أُجريت طبقًا لقرار من مجلس الشورى العام للجماعة.

وحمل بيان المرشد مفاجأة غير سارة لكل من د. محمد حبيب النائب الأول للمرشد ود.عبدالمنعم أبو الفتوح القيادي بالجماعة وعضو مكتب الارشاد حيث تم استبعادهما من قائمة المكتب، فيما تم تصعيد د. عصام العريان الذي كان محور الخلاف الشهير بين المرشد وأعضاء مكتب الارشاد منذ شهرين بسبب اصرار عاكف على تصعيده الى حد تقديم استقالته من منصبه احتجاجا على رفض العريان عضوا في مكتب الارشاد.

وقال عاكف في بيان "مرت علينا جميعا في الاسابيع القليلة الماضية ملابسات وأحداث كثيرة صبرنا عليها وعانيتم أيها الاخوان منها ومن تضارب التصريحات فيها ومن المناخ العام الذي أوجدته".

وقال عاكف إن "ديكتاتورية النظام، ورغبته في الانفراد بالحكم من دون منازع، جعلته يمارس حملته الشعواء ضد الإخوان المسلمين، بعدما كشفوا الفساد المتفشي في البلاد، خاصة أنه استشعر خطورة مصداقية خطابهم وبرامجهم على خططه لتزوير إرادة الناخبين في الانتخابات التشريعية القادمة."

وألقى عاكف على الأجهزة الأمنية مسؤولية الأزمة التي تعيشها جماعته، قائلاً: "الأمن يحاول أن يوظف بعض كلام الإخوان لصالحه، ويسلط الضوء على الجماعة لمحاربتها سياسيا"، إلا أنه شدد على قوله إن "هذا لن يثنينا عن مسيرتنا الإصلاحية، أو الدعوة إلى النهوض بهذا البلد."

وحول ما أُثير بشأن تصعيد العريان لمكتب الإرشاد، قال: "هذا شيء طبيعي، فأخ كريم كالدكتور عصام العريان، جاء دوره في أن يصعد لمكتب الإرشاد في انتخابات حصل فيها على 40 في المائة، وهذا كان رأيي، ولكن بعض الإخوان قالوا إن هذا يخالف اللائحة."

وكان محمد حبيب النائب الاول للمرشد العام للجماعة قال الاحد ان الانتخابات خالفت لوائح الجماعة وأضاف أن الدعوة اليها "جاءت من فرد (عاكف) وليس مكتب الارشاد المنوط به الدعوة للانتخابات".

وأضاف أن "اجراء الانتخابات بهذا الاستعجال هدفه تمكين فريق ما ضد فريق آخر وليس فقط استبعادي شخصيا بل التعدي علي صلاحيات مكتب الارشاد".

وأنهت اللجنة المشرفة علي انتخابات الجماعة فرزها للأصوات المؤهلة لمنصب المرشد وأعضاء مكتب الإرشاد، وأكدت مصادر أن "اسمي د. محمد بديع ود. محمود عزت قد حصدا أعلى الأصوات على منصب المرشد العام للجماعة كما انتهت لجنة الفرز من تشكيل معظم مقاعد المكتب والبالغ عددها 16 مقعدا- وذلك بحصول العضو على 50 % + 1 من أصوات مجلس شورى الجماعة".

وتقضى لائحة انتخابات مكتب الارشاد بجماعة الاخوان المسلمين "أن طريقة التصويت على عضوية المكتب كانت تلزم أعضاء المجمع الانتخابي باختيار 7 أعضاء يمثلون القطاعات الجعرافية للجماعة السبعة وهي ( القاهرة الكبري – وجه بحري – وسط الدلتا – شرق الدلتا 1 – شرق الدلتا 2 - شمال الصعيد – جنوب الصعيد ) كما يحق للأعضاء اختيار أي تسعة للتمثيل العام داخل المكتب.

وقالت المصادر "إن أعضاء شورى الإخوان فوجئوا بنقل د. محمد مرسي جغرافيا إلى القاهرة منذ ثلاثة أشهر، وكان هذا بترتيب مسبق من قبل أمانة التنظيم حتى لا يصدم مرسي في التصويت مع أيا من ممثلي شرق الدلتا وخاصة د. محيي حامد.

ويقوم مجلس شورى الاخوان الذي يتكون من 115 عضوا والذي يوجد أعضاؤه في محافظات مختلفة بانتخاب المرشد وأعضاء مكتب الارشاد.

وبسبب وجود عدد من أعضاء مجلس شورى الاخوان في السجون والمرض الشديد لعدد آخر يصل عدد أعضاء المجلس المؤهلين للاقتراع حاليا الى نحو مائة بحسب مصادر في الجماعة.

وحول وضع كلٍّ من المهندس خيرت الشاطر النائب الثاني للمرشد العام للإخوان المسلمين، والدكتور محمد علي بشر عضو مكتب الإرشاد؛ المحبوسين في القضية (رقم 2 لسنة 2007م جنايات عسكرية)، أكد المرشد العام للإخوان المسلمين: "إن ما أُعلن هو نتيجة الانتخابات التي تمَّت مؤخرًا.. أما وضع الأخوين الكريمين فإنهما ما زالا يحتفظان بموقعيهما في مكتب الإرشاد".

وأشار إلى نص مادة اللائحة المختصة بهذا الشأن: "لا تسقط عضوية مكتب الإرشاد عند تعرُّض العضو للحبس والاعتقال السياسي؛ لحين انتهاء هذه الظروف، وفي حالة زوال السبب يعود لممارسة عضويته حتى ولو أدَّى ذلك لزيادة عدد أعضاء المكتب عما ورد في هذه اللائحة، ويتم جبر الزيادة عند أول خلو".

ويذكر أن مجلس شورى الجماعة رشح خمسة من قياداتها لخلافة عاكف في منصب المرشد العام، وهم محمود عزت ومحمد بديع ومحمد حبيب ورشاد البيومي وعبدالرحمن البر. وطُلب من اللجنة المشرفة على الانتخابات التي تتكون من عشرة أعضاء إرسال اسمي المرشحين الحاصلين على أعلى أصوات في انتخابات مكتب الإرشاد من بين هؤلاء الخمسة ليختار مجلس الشورى من بينهما المرشد الثامن لـ «الإخوان».

Monday, December 21, 2009

زيارة ماليزيا

زيارة ماليزيا

و تحدث فضيلة الشيخ سلمان العودة عن رحلته إلى ماليزيا للمشاركة في مؤتمر الوحدة الإسلامية وقال: إن ماليزيا بلد متقدم، وأنا دائمًا أضرب المثل بتركيا وماليزيا، التي تسعفنا عند المضايق كمشروع إسلامي. الحقيقة نهضة ممتازة، فالمعمار والبناء له هوية خاصة، ويحرصون دائمًا على أن يكون كل شيء ماليزيًّا، حتى في المواد التي يستخدمونها، هناك مدينة بأكملها أسسوها من الصفر تنتهي عام 2020 هي عبارة عن معلم حضاري أو معالم حضارية متجاورة، أيضًا التنمية المستدامة والشاملة بالمنطقة كلها، مثل خطوط القطارات تحت الأرض، والأنفاق تحت الأرض، والقدرة على تصريف المياه، ومياه المجاري ومياه السيول، هناك قدر كبير جدًا من النجاح في هذا الجانب.

وأشار فضيلته إلى مقابلة مهاتير محمد باني نهضة ماليزيا، وقال : لقد بدأت أدرك مع الوقت كم لهذا الرجل من فضل ودور في محاولة بناء الإنسان قبل بناء الأرض أو المعمار، وأنه يشعر بقدر من النجاح ويشعر بقدر آخر من خيبة الأمل، لأنه لم يُفلح في تغيير جوهري لعقلية الرجل المالوي في تحقيق المشاركة والنجاح، ربما يفضلون أن يكونوا موظفين عند الصينيين فقط.

وكشف الشيخ العودة عن وجود بعض السلبيات، وقال: أيضًا هناك بدأنا نسمع همسًا عن وجود قدر من الرشوة، خاصة في أوساط الشرطة والأمن، وعن وجود قدر من السرقات، وعن السلبيات الموجودة التي هي كالنقاط السوداء في هذا الثوب الأبيض. حين بدأ أحد الإخوة يحدثني في هذا الموضوع قلت له: أرجوك هذه معلومات قد تكون صحيحة جدًا، ولكن أنا لا أحب أن أسمعها، لأني لا أريد أن ينهار واحد من الأحلام والطموحات الجميلة التي نستمسك بها في هذا الوقت.

في ذكرى الهجرة النبوية..حاجة الأمة للنصرة والوَحدة
بقلم : عاهد ناصر الدين خصَّ الله – عز وجل- المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،خصهم بالمدح والفضل وعلو المكانة والمنزلة لنصرتهم دينه وصبرهم على حملها، وتحمُّلهم الأذى {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [التوبة: 100]. ورد في تفسير السعدي "السابقون هم الذين سبقوا هذه الأمة وبدروها إلى الإيمان والهجرة، والجهاد، وإقامة دين اللّه‏.‏ {‏مِنَ الْمُهَاجِرِينَ‏}‏ ‏{‏الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من اللّه ورضوانا، وينصرون اللّه ورسوله أولئك هم الصادقون‏}‏ ومن ‏{‏الْأَنْصَارِ‏}‏ ‏{‏الذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم، ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا، ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة‏}‏ {‏وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ‏}‏ بالاعتقادات والأقوال والأعمال، فهؤلاء، هم الذين سلموا من الذم، وحصل لهم نهاية المدح، وأفضل الكرامات من اللّه‏.‏ {‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ‏}‏ ورضاه تعالى أكبر من نعيم الجنة، ‏{‏وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ‏}‏ الجارية التي تساق إلى سَقْيِ الجنان، والحدائق الزاهية الزاهرة، والرياض الناضرة‏.‏ {‏خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا‏}‏ لا يبغون عنها حولا، ولا يطلبون منها بدلا، لأنهم مهما تمنوه، أدركوه، ومهما أرادوه، وجدوه‏.‏ {‏ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ‏}‏ الذي حصل لهم فيه، كل محبوب للنفوس، ولذة للأرواح، ونعيم للقلوب، وشهوة للأبدان، واندفع عنهم كل محذور"‏.‏ وورد في السيرة أن محمداً-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وصحابته الكرام كافحوا مدة ثلاث عشرة سنة في مكة المكرمة وهاجروا إلى المدينة بعد ذلك ليقيموا الدولة الإسلامية الأولى. وبعد إقامة الدولة طبِّق الإسلام عمليا في حياة الناس ،وتم الحكم بالإسلام وتوحدت القبائل التي كانت متناحرة في المدينة، وتوحدت معها باقي القبائل في الجزيرة العربية، وانصهرت جميعها في بوتقة الأمة الواحدة وهي الأمة الإسلامية. وكان النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- أول رئيس للدولة الإسلامية، وخلفه أبو بكر في رئاسة الدولة بعد أن بايعه المسلمون خليفة عليهم بعد وفاة المصطفى-صلى الله عليه وآله وسلم . وأكمل الله دينه وأتم نعمته على المسلمين ورضي الله الإسلام دينا ، وقام الرسول – صلى الله عليه وسلم- بدعوة الأمم والشعوب المجاورة بإرسال الرسل إلى الملوك ، وبالسرايا والغزوات على حدود الروم في مؤتة وتبوك ، وتتابعت الفتوحات على عهد الخلفاء الراشدين ، فَفُتح العراق وكان يسكنه خليط من النصارى والمزدكية والزرادشتية من العرب والفرس ، وفتحت فارس وكان يسكنها العجم وقليل من اليهود والرومانيين ، وكانت تدين بدين الفرس ، وفتحت الشام وكان إقليما رومانيا يثقف بثقافة الرومانيين ويتدين بالنصرانية ويسكنه السوريون والأرمن واليهود وبعض الرومان وبعض العرب ، وفتحت مصر وكان يسكنها المصريون وبعض اليهود وبعض الرومان ، وفتحت شمال إفريقيا وكان يسكنها البربر وكانت بيد الرومان 0 ثم جاء الأمويون ، ففتحوا السند وخوارزم وسمرقند والأندلس ، وهي متباينة القوميات واللغة والدين والتقاليد والعادات والقوانين والثقافة والعقلية والنفسية 0 وتحقق للدولة الإسلامية وحدها أن تُظلِّل هذه الشعوب بالراية الإسلامية ، وصارت أمة واحدة هي الأمة الإسلامية . لقد ظهر للقاصي والداني حقد الغرب على المسلمين لتوهين قدر الإسلام في قلوبهم والطعن في عقيدتهم خاصة بعد هدم دولة الخلافة. فهل آن للمسلمين أن يدركوا الصديق من العدو ، وأن يقيموا دولة الإسلام ؟ وأن يسلكوا الطريقة التي سلكها النبي -صلى الله عليه وسلم- أورد ابن هشام في السيرة النبوية"ثم قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة وقومه على أشد ما كانوا عليه من خلافه... فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعرض نفسه في المواسم على قبائل العرب ويسألهم أن يصدقوه ويمنعوه". وهذه المرحلة الجديدة من الدعوة كانت بأمر من الله- عز وجل-، ولم تكن اجتهاداً من الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأمر اقتضته ظروف الدعوة، ويدل على ذلك ما ورد في فتح الباري شرح صحيح البخاري، ما نصه: "أخرج الحاكم وأبو نعيم والبيهقي في الدلائل بإسناد حسن عن ابن عباس، حدثني علي بن أبي طالب قال: لما أمر الله نبيه أن يعرض نفسه على القبائل، خرج وأنا معه وأبوبكر إلى منى..الحديث". ويذكر في هذا الحديث الطويل كيف كان النبي -صلى الله عليه وسلم-وصاحباه يقصدون مجالس العرب بمنى بموسم الحج... حتى ذكر قصدهم لمجلس ربيعة، ثم لمجلس الأوس والخزرج من أجل الإيواء والنصرة. وقد ورد في سيرة ابن هشام ما نصه"و لما هلك أبو طالبخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم -إلى الطائف يلتمس النصرة من ثقيف والمنعة بهم من قومه ورجاء أن يقبلوا منه ما جاءهم به من الله- عز وجل -و لما رجع الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- خائباً من الطائف إلى مكة قال ابن إسحاق: ...فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعرض نفسه في المواسم على قبائل العرب يدعوهم إلى الله ويخبرهم أنه نبي مُرسل ويسألهم أن يصدقوه ويمنعوه حتى يبين لهم ما بعثه الله به .وبقي هذا شأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في سيره بالدعوة يتقصد القبائل ككيانات ويتقصد الرؤساء والسادة والأشراف ومن لهم مكانة. قال ابن إسحاق: "فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ذلك من أمره كلما اجتمع له الناس في بالمواسم أتاهم يدعو القبائل إلى الله وإلى الإسلام، ويعرض عليهم نفسه وما جاء به من الله من الهدى والرحمة، وهو لا يسمع بقادم يقدم مكة من العرب له اسم وشرف إلا تصدى له ودعاه إلى الله وعرض عليه ما عنده .فأتى كلباً في منازلهم وأتى بني عامر بن صعصعة وأتى كندة في منازلهم، وكندة كانت ملوكاً، وأتى بني حنيفة في منازلهم وكان يقصد كل قبيلة في منازلها ويعرض عليها نفسه ويطلب منها أن تؤمن به وأن تصدقه وأن تنصره وتحميه. وقد استمر الرسول-صلى الله عليه وسلم- على ذلك حتى وفد أهل المدينة من الأوس والخزرج بعد أن مكث فيهم مصعب بن عمير سنة وواعدهم العقبة، وعقد معهم بيعة العقبة الثانية التي كانت البيعة فيها تقوم على أساس النصرة والحماية وكانت بيعة الحرب، وبذلك وجد الكيان الذي ينصره ويحميه، وعندها وقف عن طلب النصرة والحماية. وقد وضح في سيرة النبي –صلى الله عليه وسلم- أمران، أولهما تقصد أهل القوة والمنعة من القبائل والسادة والأشراف ومن لهم اسم و شرف ومكانة، وثانيهما طلب نصرة وحماية أهل القوة والمنعة. وكان العرب يفهمون من طلبه هذا أنه يريد حكماً وسلطاناً، من ذلك ما ورد في رد قبيلة عامر بن صعصعة، حيث اشترطوا عليه أن يكون لهم الحكم من بعده على وجه الجزاء لما سيبذلونه له من حماية ونصرة، بقولهم "أرأيت إن نحن تابعناك على أمرك، ثم أظهرك الله على من خالفك، أيكون لنا الأمر من بعدك؟ فقال لهم: إن الأمر لله يضعه حيث يشاء، فقالوا له، أفنهدف نحورنا والعرب دونك ثم يكون الأمر لغيرنا، اذهب لا حاجة لنا بك". وقد استمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- على ذلك حتى وفد إليه أهل المدينة وبايعوه بيعة العقبة الثانية. ذلك أنه قبل مهاجره إلى المدينة بسنتين وفد ستة من الخزرج من أهل المدينة على مكة في الموسم فعرض عليهم النبي -صلى الله عليه وسلم- الإسلام فأسلموا ثم قالوا للرسول عليه الصلاة والسلام: "إن وراءنا بالمدينة قوماً قد اختلفوا، فإن جمعهم الله عليك لم يكن أحد أعز منك". وفي العام التالي من الموسم جاء اثنا عشر رجلاً وبايعوه بيعة النساء، وأرسل مصعب بن عمير رضي الله عنه معهم إلى المدينة ليدعو أهلها إلى الإسلام ويطلب منهم النصرة، فذهب مصعب يدعو الناس إلى الإسلام ويعمل مع أسعد بن زرارة بتجميع القوى المادية من أهل النصرة لتغيير أحكام الكفر وإقامة الحكم بما أنزل الله في المدينة والاستعداد للتضحية بالنفس والنفيس من أجل الدعوة وصاحب الدعوة. ولما استجابوا للنصرة وتحققت الكفاية أحضرهم للنبي -صلى الله عليه وسلم- ليبايعوه بيعة الحرب . جاء في زاد المعاد لابن القيم ما نصه: عن جابر قال:فائتمرنا واجتمعنا، وقلنا: حتى متى رسول الله يطرد في جبال مكة، ويخاف، فرحلنا حتى قدمنا عليه في الموسم، فواعدنا بيعة العقبة،فقلنا يا رسول الله علام نبايعك؟ قال: تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل، وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي على المنكر، وعلى أن تقولوا في الله، لا تأخذكم لومة لائم، وعلى أن تنصروني إذا قدمت عليكم، وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة. فقمنا نبايعه، فأخذ بيده أسعد بن زرارة وهذا أصغر السبعين فقال: رويداً يا أهل يثرب، إنا لم نضرب إليه أكباد المطي إلا ونحن نعلم أنه رسول الله، وإن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة، وقتل خياركم، وأن تعضكم السيوف، فإما أنتم تصبرون على ذلك فخذوه وأجركم على الله. وإما أنكم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه، فهو أعذر لكم عند الله. فقالوا: يا أسعد أمط عنا يدك، فوالله لا نذر هذه البيعة، ولا نستقيلها، فقمنا إليه رجلاً رجلاً، فأخذ علينا وشرط، يعطينا بذلك الجنة". أخرجه أحمد والبيهقي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وقال ابن كثير في السيرة هذا إسناد جيد على شرط مسلم، وصححه ابن حبان . وقال كعب بن مالك رضي الله عنه "فلما فرغنا من الحج، وكانت الليلة التي واعدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-...فنمنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا، حتى إذا مضى ثلث الليل خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، نتسلل تسلل القطا مستخفين، حتى اجتمعنا في الشِّعب عند العقبة، ونحن ثلاثة وسبعون رجلاً، ومعنا امرأتان من نسائنا،فاجتمعنا في الشِّعب، ننتظر رسول الله-صلى الله عليه وسلم-حتى جاءنا ومعه عمه العباس بن عبد المطلب، وهو يومئذ على دين قومه، إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه، ويتوثق له، فلما جلس كان أول متكلم العباس فقال: يا معشر الخزرج :إن محمدًا منا حيث علمتم، وقد منعناه من قومنا، ممن هو على مثل رأينا فيه، فهو في عزٍّ من قومه، ومنعة في بلده، وإنه قد أبى إلا الانحياز إليكم، واللحوق بكم، فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه ومانعوه ممن خالفه فأنتم وما تحملتم، وإن كنتم ترون أنكم مسلِّموه وخاذلوه بعد الخروج به إليكم فمن الآن فدعوه، فإنه في عزٍ ومنعةٍ من قومه وبلده، فقلنا له: قد سمعنا ما قلت، فتكلم يا رسول الله، فخذ لنفسك ولربك ما أحببت...، فتكلم عندئذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتلا القرآن، ودعا إلى الله ورغب في الإسلام ثم قال: "أُبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم" . فأخذ البراء بن معرور بيده ثم قال:نعم والذي بعثك بالحق نبياً لنمنعنّك مما نمنع منه أزرنا، فبايعنا يا رسول الله، فنحن والله أبناء الحروب وأهل الحلقة ورثناها كابراً عن كابر. فاعترض القول -والبراء يتكلم- أبو التيّهان فقال:يارسول الله، إنّ بيننا وبين الرجال حبالاً و إنّا قاطعوها -وهو يعني اليهود- فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثمّ أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟. فتبسم الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- ثم قال:"الدّم الدّم والهدمُ الهدم، أنا منكم وأنتم منّي، أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم". إن النصرة لدين الله – عز وجل - تحتاج إلى رجال وأي رجال، رجال لهم شهامة ونجدة كأمثال سعد بن معاذ و أسيد بن حضير والبراء بن معرور. وبالرغم من كل ذلك، فإننا واثقون من نصر الله و تأييده. ولنا في عزيمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وثباته وثقته بنصرالله أسوة؛فقد كان صلى الله عليه وسلم في غزوة الأحزاب أثناء حفره للخندق، يبشر بهدم أعظم دولتين في ذلك التاريخ مع أن المشاهد المحسوس يبين أن الغلبة ستكون للأحزاب ، حتى إنه بعد مرور اليوم السابع والعشرين من الحصار المضروب على المدينة، صار المنافقون يقولون إن محمداً يعدنا بكنوز كسرى وقيصر وأحدنا لا يجرؤ على قضاء حاجته في الخلاء، فقال عليه الصلاة والسلام: والذي نفسي بيده، إني لأرجو أن أستلم مفاتيح الكعبة وأن أغنم كنوز كسرى وقيصر وأن تنفق أموالهم في سبيل الله، وهكذا كان، حيث أورثهم الله تلك الديار{فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ }الروم4. وفي الختام :- قال الرسول – صلى الله عليه وسلم -لولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار، ولو سلك الناس شعباً وسلك الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار . فيا أحفاد سعد بن معاذ، وسعد بن الربيع، وسعد بن عبادة، وأسعد بن زرارة، وأسيد بن حضير، والبراء بن معرور، وعبد الله بن رواحة، ومعاذ بن جبل، وعبادة بن الصامت، يا أحفاد النقباء، يا أحفاد من رفعوا اللواء، يا أحفاد من هجروا الشاة والبعير، ورجعوا برسول الله إلى رحالهم، يا أحفاد من رضوا بالله رباً وبرسوله حظاً وقسماً، يا أحفاد من شملهم رسول الله بالدعاء (اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار) هل ما زال فيكم سعد؟؟

أبو بكر الصدّيق رفيق الهجرة

أبو بكر الصدّيق رفيق الهجرة

إسلام أبى بكر الصدّيق:

كان أبو بكر من رؤساء قريش، وعقلائها، وكان قد سمع من ورقة بن نوفل وغيره من أصحاب العلم بالكتب السابقة، أن نبيـًا سوف يبعث في جزيرة العرب، وتأكد ذلك لديه في إحدى رحلاته إلى اليمن؛ حيث لقي هنالك شيخـًا عالمـًا من الأزد، فحدثه ذلك الشيخ عن النبي المنتظر، وعن علاماته، فلما عاد إلى مكة أسرع إليه سادة قريش: عقبة بن أبى معيط، وعتبة، وشيبة، وأبو جهل، وأبو البخترى بن هشام، فلما رآهم قال لهم: هل نابتكم نائبة؟ قالوا: يا أبا بكر قد عظم الخطب، يتيم أبى طالب يزعم أنه نبي مرسل، ولولا أنت ما انتظرنا به فإذا قد جئت فأنت الغاية والكفاية، فذهب إليه أبو بكر، وسأله عن خبره؛ فحكى له النبي*صلى الله عليه وسلم* ما حدث، ودعاه إلى الإسلام؛ فأسلم مباشرة، وعاد وهو يقول: " لقد انصرفت وما بين لابَّتَيها أشد سرورًا من رسول الله *صلى الله عليه وسلم* بإسلامي"، وكان أبو بكر أول من أسلم من الرجال.

هجرة أبى بكر الصدّيق:

لما أذن الله (عز وجل) لنبيه بالهجرة إلى المدينة، أمر النبي(صلى الله عليه وسلم) أصحابه أن يهاجروا، وجعل أبو بكر يستأذن في الهجرة، والنبي(صلى الله عليه وسلم) يمهله، ويقول له: (لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحبًا)، حتى نزل جبريل على النبي، وأخبره أن قريشًا قد خططت لقتله، وأمره ألا يبيت ليلته بمكة، وأن يخرج منها مهاجرًا، فخرج النبي (صلى الله عليه وسلم) وفتيان قريش، وفرسانها محيطون ببيته، ينتظرون خروجه ليقتلوه، ولكن الله أخذ أبصارهم فلم يروه، وتناول النبي (صلى الله عليه وسلم) حفنة من التراب، فنثرها على رؤسهم، وهم لا يشعرون، وذهب (صلى الله عليه وسلم) إلى بيت أبى بكر {وكان نائمًا فأيقظه}، وأخبره أن الله قد أذن له في الهجرة، تقول عائشة: لقد رأيت أبابكر عندها يبكى من الفرح، ثم خرجا فاختفيا في غار ثور، واجتهد المشركون في طلبهما حتى شارفوا الغار، وقال أبو بكر: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا، فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم): (فما ظنك باثنين الله ثالثهما؟!)، وأقاما في الغار ثلاثة أيام، ثم انطلقا، وكان أبو بكر أعرف بالطريق، وكان الناس يلقونهما، فيسألون أبا بكر عن رفيقه فيقول: أنه رجل يهدينى الطريق، وبينما هما في طريقهما إذ أدركه سراقة بن مالك (وكان قد طمع في النياق المائة التي رصدتها قريش لمن يأتيها بمحمد)، ولما اقترب سراقة رآه أبو بكر فقال: يا رسول الله هذا الطلب قد لحقنا، ودنا سراقة حتى ما كان بينه وبينهما إلا مقدار رمح أو رمحين، فكرر أبو بكر مقولته على النبي (صلى الله عليه وسلم)، وبكى فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) : لِمَ تبكي؟ فقال أبو بكر: يا رسول الله، والله ما أبكي على نفسي، ولكنى أبكى عليك، فدعا النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال: (اللهم اكفناه بما شئت)، فساخت قوائم الفرس، ووقع سراقة وقال: يا محمد إن هذا عملك فادع الله أن ينجيني مما أنا فيه، فو الله لأعمّينَّ على مَن ورائي، فأجابه النبي(صلى الله عليه وسلم) إلى طلبه، ودعاه إلى الإسلام، ووعده إن أسلم بسوارى كسرى، وإستمرا في طريقهما، حتى بلغا المدينة، واستقبل الصحابة {مهاجرون وأنصا} رسول الله وصاحبه بسرورٍ وفرحٍ عظيمين، وانطلق الغلمان، والجواري ينشدون الإنشودة الشهيرة:

طلع البدر علينـا من ثنيات الوداع

اضطهاد أبى بكر الصدّيق:

كان أبو بكر ذا مكانة ومنعة في قريش؛ فلم ينله من أذاهم ما نال المستضعفين، ولكن ذلك لم يمنع أبا بكر من أن يأخذ حظه وقسطه من الأذى، فقد دخل النبي(صلى الله عليه وسلم) الكعبة، واجتمع المشركون عليه، وسألوه عن آلهتهم {وهو لا يكذب} فأخبرهم؛ فاجتمعوا عليه يضربونه، وجاء الصريخ أبا بكر يقول له: أدرك صاحبك، فأسرع أبو بكر إليه، وجعل يخلصه من أيديهم، وهو يقول: ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربى الله"، فتركوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وجعلوا يضربونه حتى حمل أبو بكر أهل بيته، وقد غابت ملامحه من شدة الأذى.

جهاد أبى بكر الصدّيق:

كان أبو بكر رفيق النبي (صلي الله عليه وسلم) في جهاده كله، فشهد معه بدرًا، وأشار على النبي (صلي الله عليه وسلم) أن يبنى له المسلمون عريشًا يراقب من خلاله المعركة، ويوجه الجنود، وقد استبقى النبي (صلي الله عليه وسلم) أبا بكر معه في هذا العريش، وكان النبي يرفع يديه إلى السماء ويدعو ربه قائلا: (اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد)، فيقول له أبو بكر: يا رسول الله بعّض مناشدتك ربك، فإن الله موفيك ما وعدك من نصره، وشهد أبو بكر أُحدًا، وكان ممن ثبتوا مع النبي (صلي الله عليه وسلم) حين انكشف المسلمون، وشهد الخندق، والحديبية، والمشاهد كلها، لم يتخلف عن النبي في موقعة واحدة، ودفع إليه النبي (صلي الله عليه وسلم) رايته العظمى يوم تبوك، وكان أبو بكر ممن ثبتوا يوم حنين حينما هزم المسلمون في بدء المعركة

رواية أبى بكر الصدّيق:

كان أبو بكر أكثر الصحابة ملازمة للنبي (صلى الله عليه وسلم) وأسمعهم لأحاديثه، وقد روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أحاديث كثيرة، وروى عن أبى بكر كثير من الصحابة منهم: عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلى بن أبى طالب، وعبد الرحمن بن عوف، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وزيد بن ثابت{رضى الله عنهم جميعًا}، ومما رواه على قال حدثني أبو بكر( وصدق أبو بكر) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (ما من عبد يذنب ذنبًا فيتوضأ فيحسن الوضوء، ثم يصلى ركعتين فيستغفر، الله إلا غفر له).

أعمال أبى بكر الصدّيق ومواقفه:

لأبى بكر الصدّيق (رضى الله عنه) مواقف وأعمال عظيمة في نصرة الإسلام منها: انفاقه كثيرًا من أمواله في سبيل الله، ولذا قال النبي(صلى الله عليه وسلم): (ما نفعنى مال قط مثلما نفعنى مال أبى بكر)، فبكى أبو بكر وقال : " وهل أنا ومالى إلا لك يا رسول الله " (رواه أحمد والترمذى وابن ماجة). وقد أعتق أبو بكر من ماله الخاص سبعة من العبيد أسلموا، وكانوا يعذبون بسبب إسلامهم منهم : بلال بن رباح، وعامر بن فهيرة. عندما مرض النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لمن حوله: (مروا أبا بكر فليصل بالناس)، فقالت عائشة: يا رسول الله لو أمرت غيره، فقال: (لا ينبغى لقوم فيهم أبو بكر أن يؤمهم غيره)، وقال علي بن أبى طالب: قدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبا بكر، فصلى بالناس، وإني لشاهد غير غائب، وإني لصحيح غير مريض، ولو شاء أن يقدمنى لقدمنى، فرضينا لدنيانا من رضيه الله ورسوله لديننا.

عندما قبض النبي (صلى الله عليه وسلم) فتن الناس حتى أن عمر بن الخطاب قال: إن رسول الله لم يمت، ولا يتكلم أحد بهذا إلا ضربته بسيفي هذا، فدخل أبو بكر، وسمع مقالة عمر، فوقف وقال قولته الشهيرة:

أيها الناس من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات

ومن كان يعبد الله فإن الله حيّ لا يموت

بعد مبايعة أبى بكر بالخلافة، أصر على إنفاذ جيش أسامة، الذي كان النبي(صلى الله عليه وسلم) قد جهزه، وولى عليه أسامة بن زيد، وكان فريق من الصحابة منهم عمر، قد ذهبوا لأبى بكر، وقالوا له: إن العرب قد انتفضت عليك، فلا تفرق المسلمين عنك، فقال: والذى نفسي بيده لو علمت أن السباع تأكلني بهذه القرية لأنفذت هذا البعث الذي أمر الرسول بإنفاذه، ولا أحلّ لواءًا عقده رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيده، واتخذ الجيش سبيله إلى الشام تحت إمرة أسامة.

واجه أبو بكر في بدء خلافتة محنة كبرى، تمثلت في ردة كثير من قبائل العرب عن الإسلام بعد وفاة النبي(صلى الله عليه وسلم)، ومنعت بعض القبائل زكاة أموالها، وأمام هذه الردة، جهز أبو بكر الجيش، وقرر حرب المرتدين جميعًا، واعتزم أن يخرج بنفسه على قيادة الجيش، غير أن علىّ بن أبى طالب لقيه، وقد تجهز للخروج، فقال له: إلى أين يا خليفة رسول الله؟ ضم سيفك، ولا تفجعنا بنفسك، فو الله لئن أصبنا بك ما يكون للإسلام بعدك نظام أبدًا، فرجع أبو بكر، وولى خالدًا على الجيش، وسار خالد فقضى على ردة طليحة الأسدىّ ومن معه من بنى أسد وفزارة، ثم توجه إلى اليمامة لحرب مسيلمة بن خسر ومن معه من بنى حنيفة، وكان يوم اليمامة يومًا خالدًا، كتب الله فيه النصر لدينه، وقتل مسيلمة، وتفرق جنوده ومضى المسلمون يخمدون نار الفتنة والردة حتى أطفأها الله، ثم استمر جيش خالد في زحفه حتى حقق نصرًا عظيمًا على الروم في معركة اليرموك.

لما أحس أبو بكر بقرب أجله، شاور بعض كبار الصحابة سرًا في أن يولى عمر بن الخطاب الخلافة من بعده فرحبوا جميعًا، غير أن بعضهم اعترض على غلظة عمر، فقال أبو بكر: " نعم الوالي عمر، أما إنه لا يقوى عليهم غيره، وما هو بخير له أن يلي أمر أمة محمد، إن عمر رأى لينـًا فاشتد، ولو كان واليًا للان لأهل اللين على أهل الريب "، ثم أمر أبو بكر عثمان فكتب كتابًا باستخلاف عمر.

أقوال أبى بكر الصدّيق:

كان أبو بكر إذا مدحه أحد قال: " اللهم أنت أعلم بي من نفسي وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون ".

لما بايعه الناس خليفة للرسول (صلى الله عليه وسلم)، خطب فيهم، فقال: " أما بعد أيها الناس، فإني قد وليت عليكم، ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أخطأت فقوموني، ولا تأخذكم في الله لومة لائم، ألا إن الضعيف فيكم هو القوى عندنا حتى نأخذ له بحقه، والقوى فيكم ضعيف عندنا حتى نأخذ الحق منه طائعًا أو كارهًا، أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم ".

عندما امتنع بعض المسلمين عن أداء الزكاة، قرر أبو بكر قتالهم، فذهب عمر إليه وقال له: " كيف تقاتلهم، وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): (أمرت أن أقاتل الناس، حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، فإن قالوا ذلك عصموا منى دماءهم، وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله)، فقال أبو بكر: "والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة من حق الله، والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، لقاتلتهم على منعه، قال عمر: " فلما رأيت أن الله شرح صدر أبى بكر للقتال، عرفت أن الحق معه".

من مواعظ الصدّيق:

إن العبد إذا دخله العجب بشيء من زينة الدنيا مقته الله تعالى حتى يفارق تلك الزينة. يا معشر المسلمين استيحوا من الله، فو الذي نفسي بيده إني لأظل حين أذهب إلى الغائط في الفضاء متقنعًا حياءً من الله.

أكيس الكيس التقوى، وأحمق الحمق الفجور، وأصدق الصدق الأمانة، وأكذب الكذب الخيانة. وكان يأخذ بطرف لسانه ويقول: " هذا الذي أوردني الموارد ".

أعلموا عباد الله أن الله قد ارتهن بحقه أنفسكم، وأخذ على ذلك مواثيقكم واشترى منكم القليل الفاني بالكثير الباقي، وهذا كتاب الله فيكم، لا تفنى عجائبه، فصدقوا قوله، وانصحوا كتابته، واستضيئوا منه ليوم الظلمة.

قبل موته دعا عمر بن الخطاب وقال له: " إني مستخلفك على أصحاب رسول الله.... يا عمر: إن لله حقـًا في الليل لا يقبله في النهار، وحقـًا في النهار لا يقبله في الليل، وإنها لا تقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة، وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه باتباعهم الحق وثقله عليه، وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الحق غدًا أن يكون ثقيلاً، وإنما خفت موازين من خفت موازينهم يوم القيامة باتباعهم الباطل، وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الباطل أن يكون خفيفـًا، يا عمر إنما نزلت آية الرخاء مع آية الشدة، وآية الشدة مع آية الرخاء ليكون المؤمن راغبًا راهبًا، فلا ترغب رغبة فتتمنى على الله ما ليس لك، ولا ترهب رهبة تلقى فيها ما بيديك، يا عمر إنما ذكر الله أهل النار بأسوأ أعمالهم ورد عليهم ما كان من حسن فإذا ذكرتهم قلت: إني لأرجوا ألا أكون من هؤلاء، وإنما ذكر الله أهل الجنة بأحسن أعمالهم لأنه تجاوز لهم ما كان من سيء فإذا ذكرتهم قلت: أي عمل من أعمالهم أعمل؟ فإن حفظت وصيتي فلا يكن غائب أحب إليك من الموت، وهو نازل بك، وإن ضيعت وصيتي فلا يكن غائب أكره إليك من الموت، ولست تعجزه ".

وفاة أبى بكر الصدّيق:

توفي أبو بكر (رضى الله عنه) في شهر جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة، قيل : يوم الجمعة لسبع بقين من جمادى الآخرة، وقيل : مساء ليلة الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة، وصلى عليه عمر بن الخطاب، وكان أبو بكر قد ولد بعد النبي(صلى الله عليه وسلم) بسنتين وأشهر، ومات بعده بسنتين وأشهر مستوفيًاُ ثلاثة وستين عاما، وهو نفس العمر الذي مات عنه النبي(صلى الله عليه وسلم)، واستمرت خلافة أبى بكر سنتين وثلاثة أشهر وأيامًا. قال عمر في حقه: رحمة الله على أبى بكر، لقد أتعب من بعده تعبًا شديدًا.

أبو بكر الصدّيق:

هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشى التميمي، كنيته: أبو بكر، ولقبه الصدّيق، وكنية أبيه أبو قحافة، وأمه هي: أم الخير سلمى بنت صخر بن كعب بن سعد التميمية بنت عم أبى قحافة، وكان أبو بكر يسمى أيضًا: عتيقًا، وقيل إن سبب هذه التسمية أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال له: (أنت عتيق من النار)، وقيل : إنه سمى كذلك لحسن وجهه وجماله، ولقب بالصدّيق لتصديقه بكل ما جاء به النبي(صلى الله عليه وسلم) وخاصة تصديقه لحديث الإسراء وقد أنكرته قريش كلها، وأبو بكر الصدّيق أفضل الأمة مكانة ومنزلة بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فهو أول من أسلم من الرجال، وهو رفيق الرسول (صلى الله عليه وسلم) في هجرته، وخليفته على المسلمين، يقول حسان بن ثابت في حقه:

إذا تذكرتَ شَجْوًا من أخي ثقــةٍ

فاذكر أخاك أبا بكر بما فعــــلا

خيرَ البريَّةِ أتقاها وأعدَلـــَهـا

بعد النبي وأوفاها بما حمــــلا

الثانيَ التاليَ المحمودَ مشهـــدُهُ

وأول الناسِ منهم صدَّق الرُسُـلا

وقد رثاه على بن أبى طالب يوم موته بكلام طويل منه: " رحمك الله يا أبا بكر، كنت إلف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنيسه ومكان راحته، وموضع سره ومشاورته، وكنت أول القوم إسلامًا، وأخلصهم إيمانـًا، وأحسنهم صحبة، وأكثرهم مناقب وأفضلهم سوابق، وأشرفهم منزلة، وأرفعهم درجة، وأقربهم وسيلة، وأشبههم برسول الله هديًا وسمتـًا... سماك الله في تنزيله صديقـًا فقال: (والذي جاء بالصدق وصدق به) فالذي جاء بالصدق محمد (صلى الله عليه وسلم) والذي صدق به أبو بكر، واسيته حين بخل الناس، وقمت معه على المكاره حين قعدوا، وصحبته في الشدة أكرم صحبة، وخلفته في دينه أحسن الخلافة، وقمت بالأمر كما لم يقم به خليفة نبي...".

إسلامه: كان أبو بكر من رؤساء قريش وعقلائها، وكان قد سمع من ورقة بن نوفل وغيره من أصحاب العلم بالكتب السابقة أن نبيًا سوف يبعث في جزيرة العرب، وتأكد ذلك لديه في إحدى رحلاته إلى اليمن حيث لقي هنالك شيخا عالمًا من الأزد فحدثه ذلك الشيخ عن النبي المنتظر وعن علاماته، فلما عاد إلى مكة أسرع إليه سادة قريش: عقبة بن أبى معيط، وعتبة، وشيبة، وأبو جهل، وأبو البخترى بن هشام، فلما رآهم قال لهم: هل نابتكم نائبة؟ قالوا: يا أبا بكر قد عظم الخطب، يتيم أبى طالب يزعم أنه نبي مرسل ولولا أنت ما انتظرنا به فإذا قد جئت فأنت الغاية والكفاية، فذهب إليه أبو بكر وسأله عن خبره، فحكى له النبي (صلى الله عليه وسلم) ما حدث ودعاه إلى الإسلام فأسلم مباشرة، وعاد وهو يقول: " لقد انصرفت وما بين لابَّتَيها أشد سرورًا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بإسلامي"، وكان أبو بكر أول من أسلم من الرجال.

هجرته: لما أذن الله (عز وجل) لنبيه بالهجرة إلى المدينة أمر النبي(صلى الله عليه وسلم) أصحابه أن يهاجروا، وجعل أبو بكر يستأذنه في الهجرة والنبي (صلى الله عليه وسلم) يمهله ويقول له: (لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحبًا)، حتى نزل جبريل على النبي (صلى الله عليه وسلم) وأخبره أن قريشًا قد خططت لقتله، وأمره ألا يبيت ليلته بمكة وأن يخرج منها مهاجرًا، فخرج النبي (صلى الله عليه وسلم) وفتيان قريش وفرسانها محيطون ببيته ينتظرون خروجه ليقتلوه ولكن الله أخذ أبصارهم فلم يروه، وتناول النبي (صلى الله عليه وسلم) حفنة من التراب فنثرها على رؤوسهم وهم لا يشعرون، وذهب (صلى الله عليه وسلم) إلى بيت أبى بكر{وكان نائمًا فأيقظه} وأخبره أن الله قد أذن له في الهجرة، تقول عائشة: " لقد رأيت أبا بكر عندها يبكى من الفرح "، ثم خرجا فاختفيا في غار ثور، واجتهد المشركون في طلبهما حتى شارفوا الغار، وقال أبو بكر: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم): (فما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟!).

كان أبو بكر ذا مكانة ومنعة في قريش، فلم ينله من أذاهم ما نال المستضعفين، ولكن ذلك لم يمنع أبا بكر من أن يأخذ حظه وقسطه من الأذى، فقد دخل النبي (صلى الله عليه وسلم) الكعبة واجتمع المشركون عليه وسألوه عن آلهتهم وهولا يكذب فأخبرهم فاجتمعوا عليه يضربونه وجاء الصريخ أبا بكر يقول له: أدرك صاحبك فأسرع أبو بكر إليه وجعل يخلصه من أيديهم وهو يقول: " ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربى الله "، فتركوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وجعلوا يضربونه حتى حمل أبو بكر أهل بيته وقد غابت ملامحه من شدة الأذى.

جهاده: كان أبو بكر رفيق النبي (صلى الله عليه وسلم) في جهاده كله، فشهد معه بدرًا وأشار على النبي (صلى الله عليه وسلم) أن يبنى له المسلمون عريشًا يراقب من خلاله المعركة ويوجه الجنود، وقد استبقى النبي (صلى الله عليه وسلم) أبا بكر معه في هذا العريش، وكان النبي يرفع يديه إلى السماء ويدعو ربه قائلاً: (اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد) فيقول له أبو بكر: " يا رسول الله بعض مناشدتك ربك فإن الله موفيك ما وعدك من نصره، وشهد أبو بكر أُحدًا وكان ممن ثبتوا مع النبي(صلى الله عليه وسلم) حين انكشف المسلمون وشهد الخندق والحديبية والمشاهد كلها لم يتخلف عن النبي في موقعة واحدة، ودفع إليه النبي (صلى الله عليه وسلم) رايته العظمى يوم تبوك، وكان أبو بكر ممن ثبتوا يوم حنين حينما هزم المسلمون في بدء المعركة.

روايته: كان أبو بكر أكثر الصحابة ملازمة للرسول (صلى الله عليه وسلم) وأسمعهم لأحاديثه، وقد روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أحاديث كثيرة، وروى عن أبى بكر كثير من الصحابة منهم: عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلىّ بن أبى طالب، وعبد الرحمن بن عوف، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وزيد بن ثابت {رضى الله عنهم أجمعين}، ومما رواه على قال: حدثني أبو بكر {وصدق أبو بكر} أن النبي(صلى الله عليه وسلم) قال: (ما من عبد يذنب ذنبًا فيتوضأ فيحسن الوضوء ثم يصلى ركعتين فيستغفر الله إلا غفر له).

Wednesday, December 16, 2009

Berita Ringkas Dunia

  • Mahkamah Britain kelmarin mengarahkan polis menangkap Tsebi Levny mantan menteri luar Israel atas tuduhan terlibat dalam jenayah perang keatas rakyat Palestin di Ghaza sewaktu Levny berada di London bagi menghadiri seminar mengenai yahudi, namun Levny gagal ditemui.
  • Hans Blix mantan Ketua Pemeriksaan Senjata PBB keatas Iraq: Senjata Pemusnah Massa terhadap Iraq hanyalah satu helah untuk menyerang Iraq bagi menghapuskan Saddam Husain, sumber The Guardian
  • Tony Blair berbohong mengenai Iraq kononnya Baghdad memiliki senjata kimia dan biologi,The Independent
  • Bekas peguam Saddam Husain, Geophani de Stefano mendesak tindakan undang-undang diambil ke atas mantan PM Britain Tony Blair atas tuduhan menyerang Iraq secara haram selepas kenyataan Blair: Britain tetap akan menyerang Iraq biarpun Baghdad tidak mempunyai senjata pemusnah. Stefano yang mengemukakan permohonan kepada penasihat undang-undang kerajaan Britain terhadap Blair berkata: Blair telah mencabuli Perjanjian Geneva 1957 dengan mengheret negaranya dalam perang haram tanpa sebab yang menasabah.
  • Israel mengutuk perintah yang dikeluarkan mahkamah Britain menahan Tsebi Levny yang menjawat menteri luar ketika serangan Israel keatas Ghaza disebabkan jenayah perang yang beliau lakukan semasa serangan itu. Operasi sulfur telah membunuh 1400 korban lebih dari 900 darinya adalah orang awam termasuk wanita dan kanak-kanak juga menyebabkan kemusnahan besar di Ghaza. Dalam satu kenyataan bertulis yang dikeluarkan kementerian luar rejim berkata: Hasrat Britain mahu berperanan secara lebih berkesan dalam proses damai di Asia Barat akan tergendala jika pimpinan Israel tidak dapat melawat Britain secara yang layak dan terhormat. Kegagalan bertindak segera memperbetulkan kerosakan ini akan menjejaskan hubungan Israel Britain. Perintah yang dikeluarkan mahkamah London Sabtu lalu ditarik balik Isnin berikutnya setelah mahkamah mendapat tahu Levni tidak datang ke Britain. The Guardian on line berkata: Prinsip ini membolehkan kerajaan Negara di seluruh dunia membicarakan orang yang disyakki melakukan jenayah perang biarpun jenayah itu dilakukan diluar negara dan walaupun suspek bukan dari rakyatnya sendiri.
  • Persiapan sedang dijalankan untuk memindahkan tahanan di penjara Guantinamo ke penjara Amerika atas arahan Obama.
  • Dua tentera British mati dalam satu letupan di Afghanistan
  • Agensi berita Iran Irna melaporkan Hashimi Rafsanjani diturunkan pangkat kepada Hujjatul Islam bukan lagi gelaran Ayatollah. Pangkat Ayatollah merujuk pemegangnya memiliki pangkat ijtihad dalam agama iaitu kedudukan yang dianggap lebih tinggi daripada hujjatul Islam, setelah beliau dituduh mengkhianati Khamenie dan menentang sistem pemerintahan Ahmadinijad dalam pilihan raya baru-baru ini. Beratus penunjuk perasaan membantah keputusan pillihan raya presiden yang dikatakan dipalsukan telah ditangkap dan dibawa ke mahkamah yang menghukum mati dan memenjarakan sebahagiannya.
  • Umat Islam di seluruh pelusuk Eropah menghadapi gangguan dan apartide. Laporan yang dikeluarkan Akademi Masyarakat Terbuka sebuah yayasan swasta berkata: Ramai orang Islam mengalami layanan kejam disamping gangguan ekonomi dan sosial biarpun mereka sudah sebati dengan masyarakat dibandar-bandar yang mereka tinggal. Laporan itu menambah, larangan Sweden terhadap pembinaan menara azan baru-baru ini adalah isyarat yang jelas betapa sentiment anti Islam merupakan masalah sebenar diEropah. Laporan akademi itu yang diambil dari lebih 2000 sample yang ditemubual di 11 bandar di tujuh Negara Eropah iaitu Holland, Belgium, Jerman, Denmark, Britain, Peranchis dan Sweden bahawa terdapat antara 15 hingga 20 juta muslim tinggal di Kesatuan Eropah iaitu angka yang dijangka akan mencecah dua kali ganda pada tahun 2025.

Sunday, December 13, 2009

Info Ringkas Dunia

  • Laporan rasmi Arab Saudi: Jemaah haji yang melawat Madinah Munawwarah tahun ini seramai 285,857 pengunjung.
  • Ketua Polis Iran: Kira-kira 130,000 penagih dadah di Iran setiap tahun, suatu kemelut yang teruk sambil mengakui Negara Iran dikira jalan utama penyeludupan dadah heroin.
  • Bancian Jabatan Hal Ehwal Awam di Kementerian Dalam Negeri Kerajaan HAMAS di Gaza menunjukkan seramai lebih dari 43,000 bayi dilahirkan di Semenanjung Gaza tahun 2009.
  • 1/3 penduduk Tunisia adalah perokok tegar - sumber WHO.
  • Kajian menunjukkan 5.5 juta rakyat Amerika mengalami penyakit lumpuh.
  • Umat Islam 5% dari jumlah penduduk di Jerman.
  • 84,000 Kes perceraian di Mesir tahun 2008.
  • UNICEF: 40 juta pelarian dan imigran seluruh dunia.
  • 1/10 rakyat Amerika bakal diancam kelaparan disebabkan krisis ekonomi.
  • 80 bayi lahir setiap satu jam di Yaman dan dijangka ledakan penduduk akan berlaku di Yaman.
  • “Alternet “ Laman web anti perang Amerika: Perang Bush keatas Iraq mengakibatkan 1 juta terkorban, 4.5 juta pelarian, 2 juta balu dan 5 juta anak yatim, 40% kanak-kanak di Basrah dan lebih 70% di Baghdad tidak dapat bersekolah.
  • 2.8 juta penganggur di Russia tahun 2009, laporan kerajaan.
  • Pengunjung internet melepasi trillion, China ditangga teratas.

Saturday, December 12, 2009

Masalah PAS dan UMNO bukan masalah berapa bilangan masjid yang dibina, bukan berapa bilangan sekolah agama yang dibina, bukan masalah institusi kewangan Islam, bukan masalah berapa buah pusat pengajian tinggi Islam yang dibina, bukan berapa jumlah wang yang dibelanjakan untuk membina lapangan terbang, lebuh raya dan lain-lain, bukan berapa jumlah wang yang dibelanjakan untuk pendidikan tinggi dan rendah yang dibelanjakan oleh UMNO atau PAS.Masalah antara UMNO dan PAS ialah dasar dan matlamat perjuangan yang jauh berbeza. PAS memperjuangkan agar Islam menjadi aqidah Negara Malaysia, samada dari sudut pentadbirannya atau kehakimannya dan lain-lain. Pendek kata, apa yang terkandung didalam dua kalimah syahadah iaitu tiada tuhan yang disembah melainkan ALLAH, Nabi Muhammad S.A.W pesuruh ALLAH itu hendaklah terlaksana dalam kehidupan individu, masyarakat dan Negara.
Adapun pun UMNO sering mencabar tuntutan dua kalimah syahadah itu. UMNO kelihatan melakukan solat, mengeluarkan zakat, menunaikan puasa bulan ramadhan, mengerjakan haji, menjalankan aktiviti nikah kahwin mengikut Islam. Tetapi pentadbiran dan pemeritahan Negara mencabar Quran dan Sunnah. Sebab itu, dengan rasa senang hatinya, UMNO yang menjadi teras kepimpinan Negara, terang-terang menolak hukum ALLAH didalam bidang pentadbiran, kehakiman, perundangan, pendidikan dan lain-lain.Oleh kerana itu, Malaysia yang sejak merdeka, yang dipimpin oleh UMNO dan Barisan Nasional menghadapi masalah yang tidak terhitung banyaknya. Masalah keselamatan, janayah, rasuah, penyalahgunaan kuasa, rompakan kecil atau besar, rompakan institusi kewangan, rompakan kaum wanita, warga emas dan kecurian disetiap detik berlaku dinegara ini.Setelah lebih 50 tahun UMNO memerintah, Islam dan kekuatan orang Melayu terhakis. UMNO menghapus “kuasa imuniti Raja-Raja” yang menjadi salah satu kekuatan institusi Islam di Malaysia. UMNO membenarkan “Riddah” atau murtad berleluasa. UMNO juga mengamalkan budaya “Hendonisme” budaya “akhlak bobrok” melalui agensi-agensi penyiarannya.Isu penyalahgunaan dadah, isu mat rempit, isu pendatang tanpa izin, isu ISA, ini semua berlaku selepas Malaysia dipimpin oleh UMNO. Puncanya ialah tidak menhayati kandungan ‘LA ILAHA ILLA ALLAH’. Oleh itu, jika pemimpin UMNO masih mengaku mempertuhankan ALLAH, menabikan Muhammad S.A.W, kenapa UMNO boleh sembahyang mengikut ajaran Islam, mengapa tidak boleh mengikut Islam dalam memerintah Negara? Adakah UMNO mengambil konsep beriman separuh kitab dan menolak separuh yang lain.Kalau hanya bercakap membina masjid, di United Kingdom ada masjid, di Amerika Syarikat ada masjid, di Cina ada masjid, di Singapore ada masjid, di German pun ada masjid. Namun pentadbiran Negara mereka juga tidak mengikut ajaran islam. Oleh kerana itu, status kedudukan pemimpin dinegara barat dan timur yang Sekular, sama dengan kedudukan pemimpin UMNO diMalaysia ini.Oleh kerena itu, saya rasa amat bertanggungjawab untuk menasihat kepada umat Islam di Malaysia ini, supaya jangan terjebak dengan kenyataan yang dilakukan oleh pemimpin UMNO khususnya Tan Sri Muhyiddin Mohd Yassin ketika berkempen di Manek Urai baru-baru ini (rujuk salah satu akhbar harian Malaysia) tentang UMNO membela Islam dan menegakkan syiar Islam.Secara peribadi pula, sewaktu Muhyiddin menjadi Menteri Besar Johor, beliau telah mengubah cuti am pada hari Jumaat kepada hari Ahad, sekaligus menjadikan amalan cuti itu seperti amalan orang-orang Nasrani. Apakah ini satu pembelaan terhadap Islam? Saya ingin membuat contoh yang kecil tentang UMNO mencabar Al-Quran. Antaranya, Al-Quran dengan jelas dan terang mengarahkan supaya orang islam menjauhkan diri daripada arak, judi, berhala, sudi nasib atau tenung nasib, tetapi UMNO yang memimpin Malaysia mengeluarkan lesen arak, memberi lesen judi. Apakah ini satu pembelaan kepada Islam? Untuk satu contoh lain, umpamanya ALLAH memerintah supaya Negara ditadbir dengan ajaran ALLAH, namun UMNO menolaknya.Oleh kerana itu, jika sekiranya masih wujud benih-benin iman di dalam hati para pemimpin UMNO, maka saya merayu kepada mereka dan kepada orang yang seiringan dengan mereka supaya mereka bertaubat dan kembali kepada jalan ALLAH. Sekiranya mereka mempunyai masalah didalam usaha kembali kepada jalan ALLAH itu, maka Dewan Ulamak PAS Pusat menawar diri untuk memberi khidmat bakti kepada mereka.
Meneruskan Perjuangan Para Nabi Dato’ Ustaz Haji Harun bin Taib
KetuaDewan Ulamak PAS Pusat Terakhir Dikemaskini pada Khamis, 03 Disember 2009 21:03

Friday, December 11, 2009

QARI-QARI TERMASYHUR DUNIA SYEIKH MUSTAFA ISMAIL Syeikh Mustafa Ismail adalah antara para qari yang gah namanya diseluruh pelusuk dunia Islam. Khalayak taranum dan ahli lagu Quran akan mengerumuni mereka untuk mendengar alunan ayat-ayat al-Quran dari mereka. Dikatakan beliau menepati telahan firasat Syeikh Muhammad Rif’at qari tersohor ketika itu di seluruh Mesir. Siapakah sebenarnya Syeikh Mustafa Ismail? Apakah yang anda tahu mengenai kembaranya bersama al-Quran ‘ul-Karim? Ia bermula dari sebuah kampong Mit Ghazal Muhafazah Al-Gharbiyyah, Mesir, di mana beliau dilahirkan pada tahun 1322H=1905M dari keluarga yang berkedudukan di kampong tersebut. Sejak awal usianya, bapanya telah menghantarnya berguru di kelas tahfiz al-Quran (Kuttab). Biarpun sebagai kebiasaan kanak-kanak beliau bertapi-tapi namun beliau akhirnya Berjaya menghafaz keseleruhan al-Quran seusia 12 tahun. Kemudian bermulalah populariti beliau menyerlah menerusi siri bacaan yang diperdengarkan di masjid-masjid dan lainnya yang mempertemukan beliau dengan Syeikh Muhammad Rif’at yang turut mendengar bacaannya. Syeikh Rif’at telah memberi galakan dan memuji cara persembahannya seterusnya mengesyorkan beliau meneruskan pembacaan setelah mendalami ilmu tajwid dan seni membaca al-Quran. Atas nasihat tersebut Syeikh Mustafa telah mendalami ilmu tajwid dengan berguru kepada Syeikh Mahmud Hashish seorang yang pakar dalam bidang tersebut ketika itu, juga salah seorang qari lepasan Maahad Al-Ahmadi yang menyatakan kesediaan untuk memberi tunjuk ajar hingga usaha-usaha ini telah membuahkan hasil yang cemerlang. Meskipun Syeikh Mustafa merupakan salah seorang peminat yang mengagumi suara Syeikh Muhammad Rif’at, Syeikh Abdul Fattah Asy-Sya’sya’i dan qari-qari tersohor lainnya namun demikian beliau mula merintis haluannya sendiri sehingga berjaya mencipta aliran beliau sendiri dengan cara yang berbeza dari qari lainnya. Selepas itu beliau ditakdirkan mengunjungi kota Kaherah dan memperdengarkan bacaannya di Jamek Al-Azhar. Menerusi pembacaan inilah namanya mulai gah dan dikenali ramai dan dengan demikian beliau telah disahkan sebagai qari Radio Mesir dan sebelum itu beliau secara rasmi dilantik sebagai Qari Istana. Syeikh Mustafa Ismail terkenal dengan kemerduan suara dan kemantapan bacaannya. Selain terkenal sebagai qari yang punya nafas panjang dalam bacaan berlagu. Beliau mempunya aliran baru dalam gaya bacaan dan tajwid. Syeikh Mustafa telah merakam 30 juzuk al-Quran secara tartil bacaan suaranya dan juga telah mengabadikan berbagai rakaman bacaanya secara mujawwad yang hingga kini masih dikumandangkan oleh Radio Al-Quran Mesir setiap pagi dan petang.

SEJARAH PERJUANGAN KITA

PAS DAN TUNTUTAN AWAL TERHADAP PERLEMBAGAAN NEGARA SELEPAS 1955

Pilihanraya Persekutuan 1955 di adakan - dengan kemenangan mutlak yang berpihak kepada parti Perikatan (51 daripada 52 kerusi), kerajaan British telah bersetuju untuk memberikan kemerdekaan kepada Persekutuan Tanah Melayu dengan beberapa syarat yang telah dikenakan.

Pada awal Januari 1956, Tunku Abdul Rahman Putra al-Haj telah mengetuai satu rombongan ke London bagi membincangkan mengenai masa depan negara khususnya pembentukan Suruhanjaya Bebas untuk menggubal Perlembagaan Persekutuan. Ini adalah kerana parti-parti perkauman yang menganggotai Perikatan (UMNO-MCA-MIC) ketika itu masih mempunyai masalah dalam mencari penyelesaian dan kata sepakat tentang nama negara selepas merdeka, status kerakyatan, bahasa kebangsaan, agama rasmi serta kedudukan dan hak keistimewaan orang-orang Melayu.

Hal ini sangat rumit kerana adanya kepentingan yang berbeza antara satu sama lain. Cadangan mengenai pembentukan Suruhanjaya Bebas ini telah dicadangkan oleh Perikatan dan telah dipersetujui oleh British. Bagaimanapun, cadangan mengenai pembentukan Suruhanjaya Bebas yang dianggotai oleh orang asing itu telah ditentang hebat dan dibantah keras oleh PAS. PAS berpendapat perlembagaan negara ini tidak seharusnya dibuat oleh orang yang lain daripada anggota atau akyat negara ini sendiri.

Adalah suatu perkara yang benar-benar ganjil jika sekiranya Persekutuan Tanah Melayu yang sedang di ambang pintu kemerdekaan ini telah membuat satu suruhanjaya yang meletakkan nasib dan masa depannya sesudah mencapai kemerdekaan kepada beberapa orang yang dijemput khas datang ke negara ini dan mengadakan pula penyiasatan-penyiasatan yang telah ditentukan jalannya untuk menggambarkan tuntutan-tuntutan dan hasrat rakyat negara ini bagi di masukkan di dalam perlembagaan tersebut. Perbuatan ini selain daripada sesuatu yang ketara keganjilannya, adalah berlawanan dengan asas jatuh bangun dan asas kepercayaan sesuatu bangsa kepada dirinya sendiri.

Bagi PAS, jika sekiranya suruhanjaya tersebut perlu diadakan juga, ia hendaklah diwujudkan dari orang yang benar-benar tahu hal dan selok-belok negara ini. Pada peringkat awal,PAS tidak keseorangan dalam memperkatakan perkara ini. Raja-raja Melayu juga tidak bersetuju untuk menerima Suruhanjaya Bebas tersebut. Malah salah seorang daripada Raja Melayu pernah melahirkan kebimbangan beliau terhadap kejujuran Suruhanjaya Bebas itu dalam menjalankan tugas dan tanggungjawabnya.

Bantahan PAS itu bagaimanapun tidak berkesan. Pada awal Mei 1956 - pembentukan suruhanjaya telah dilakukan dan wakil-wakilnya telah dilantik oleh pihak British dan Perikatan. Suruhanjaya ini telah dikenali sebagai Suruhanjaya Reid dengan dianggotai oleh lima orang wakil, iaitu dari England, Pakistan, India, Kanada dan Australia. Empat daripada lima wakil tersebut bukan merupakan daripada kalangan orang Islam.Sebagaimana disebutkan di awal tadi, perlantikan suruhanjaya ini adalah untuk membuat cadangan perlembagaan bagi mendapatkan pandangan-pandangan yang tidak berat sebelah. Butir-butir lanjut rujukan suruhanjaya itu adalah seperti berikut:

1. Mewujudkan sebuah kerajaan Persekutuan yang kuat;
2. Menjaga kedudukan dan kehormatan Raja-Raja Melayu;
3. Perlantikan salah seorang sultan sebagai Raja Berperlembagaan Bergelar.
4.Suruhanjaya ini telah mengadakan perjumpaan atau sidang pertamanya pada akhir Jun 1956.

Walaupun tidak bersetuju dengan pembentukan suruhanjaya itu, namun sebagai tanda penghormatan PAS kepada asas demokrasi dan memandangkan kepada kepentingan bangsa dan negara, maka PAS telah mengemukakan memorandumnya kepada suruhanjaya tersebut pada 14 Julai 1956. Dalam memorandum itu, PAS telah mengingatkan anggota-anggota suruhanjaya itu bahawa Tanah Melayu adalah negeri Melayu yang telah diakui oleh sejarah dan telah diiktiraf oleh undang-undang.

Justeru, peruntukan dalam perlembagaan bagi mempertahankan hak keistimewaan orang-orang Melayu hendaklah dilihat dari konteks tersebut. Pada pandangan PAS, sebarang usaha untuk menidakkan hak keistimewaan itu adalah bercanggah dengan hak kemanusiaan dan prinsip undang-undang. Orang-orang Melayu hanya mempunyai satu kedudukan sahaja dalam negeri ini, iaitu mereka memiliki negeri ini dan hak kedaulatan mereka ke atas negeri ini adalah mutlak.

Oleh kerana itu juga, PAS telah meminta Suruhanjaya Reid untuk menolak kaedah Jus Soli yang dituntut oleh bangsa asing sebagai prinsip dalam pemberian status kerakyatan. Tuntutan itu tegas PAS sekiranya diterima akan sehubung dengan perkara ini. PAS juga mencadangkan agar struktur sosial dan pola kebudayaan Tanah Melayu hendaklah disesuaikan dengan hak kedaulatan Melayu. Kebudayaan kebangsaan Persekutuan hendaklah berumbikan kebudayaan Melayu. Berkaitan dengan itu juga, Bahasa Melayu mestilah menjadi bahasa pengantar di semua peringkat pendidikan.

Bahasa Inggeris hanya akan menjadi bahasa kedua sahaja dan itu pun untuk tempoh jangka masa lima tahun sahaja. PAS juga meminta agar Bahasa Melayu digunakan dalam setiap urusan pentadbiran. Penggunaan Bahasa Inggeris hanya sekadar yang diperlukan sahaja dan ia mestilah dipastikan tidak menjejaskan perkembangan Bahasa Melayu sebagai bahasa rasmi dan kebangsaan. Sebagai sebuah parti yang meletakkan Islam sebagai asas dan dasar perjuangan, PAS dengan tegas mencadangkan agar agama Islam dijadikan agama rasmi negara. Ini adalah kerana PAS yakin dan percaya bahawa ajaran Islam sememangnya berkemampuan untuk memandu kemajuan negara dari segi politik. Dari segi sistem pemerintahan, PAS bersetuju dengan bentuk sistem Persekutuan yang sedia ada.

Bagaimanapun, PAS menekankan bahawa sistem itu hendaklah tertakluk kepada kedaulatan Duli-Duli Yang Maha Mulia Raja-Raja Melayu atau Majlis Raja-Raja Melayu yang diketuai oleh Yang Di Pertuan Besar. Yang Di Pertuan Besar akan dianggap sebagai Raja Berperlembagaan dan Pemerintah Tertinggi bagi Persekutuan Tanah Melayu. Mengenai soal kerakyatan, PAS mencadangkan agar prinsip kerakyatan yang termaktub dalam Undang-Undang Kebangsaan British 1948 hendaklah dikekalkan dengan beberapa pindaan dibuat, iaitu:

1. Jangka masa bermastautin yang diperlukan oleh bangsa asing bagi melayakkan mereka memohon status kerakyatan ialah tidak kurang daripada 15 tahun.
2.Penggunaan prinsip Jus Soli untuk bangsa asing.
3.Hanya Bahasa Melayu sahaja yang digunakan untuk peperiksaan kelayakan bahasa bagi mendapatkan hak kerakyatan.

Selain itu, PAS juga telah meminta supaya dimasukkan dalam perlembagaan bahawa sesiapa yang telah mencapai kelayakan untuk memohon status kerakyatan di negara ini hendaklah membuat keputusan muktamad sama ada mereka berhasrat untuk menjadi rakyat negara ini ataupun tidak. PAS menganggap pengistiharan ini adalah penting bagi keamanan negara. Ini adalah kerana sekiranya seseorang itu enggan membuat demikian ia akan dianggap sebagai bangsa asing. Disamping itu juga, sekiranya seseorang itu tidak mengemukakan permohonannya dalam tempoh jangka masa tiga tahun selepas kelayakan, ia tidak lagi layak untuk mengemukakan permohonan.

PAS juga menuntut agar satu rupa bangsa sahaja diwujudkan di Tanah Melayu, iaitu rupa bangsa Melayu. Dari segi hak keistimewaan orang-orang Melayu, PAS meminta Suruhanjaya Reid memperakui bahawa Persekutuan Tanah Melayu adalah milik orang-orang Melayu. Justeru, hak keistimewaan sebagai tuan rumah hendaklah dihormati dan dipertahankan sampai bila-bila masa. Bagaimanapun, PAS telah memberi jaminan bahawa hak kaum asing akan tetap dihormati seperti yang telah dimaktubkan.

PAS juga akan menentang sebarang cubaan oleh kaum asing untuk merampas hak orang-orang Melayu kerana ia bertentangan dengan hak kedaulatan orang-orang Melayu di negara ini. PAS juga menegaskan bahawa sebarang pindaan berhubung dengan hak keistimewaan orang-orang Melayu, Bahasa Kebangsaan dan Agama Islam hendaklah dengan persetujuan sebulat suara Majlis Raja-Raja Melayu. Dapatlah dikatakan di sini bahawa kesemua pertubuhan-pertubuhan Melayu telah menerima baik saranan dan cadangan yang telah dikemukakan oleh PAS itu khususnya mengenai hak ketuanan Melayu dan segala bentuk keistimewaan yang berkaitan dengannya seperti isu bahasa dan agama yang harus dipertahankan dalam Perlembagaan baru itu.